بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالأيام تمر مر السحاب، وتمضي السنون سراعاً، وجلنا في غمرة الحياة ساهون، وقل من يتذكر أو يتدبر واقعنا ومصيرنا مع أننا نقرأ قول الله - تعالى -: ((وَهُوَ الَذِي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ خِلفَةً لِّمَن أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَو أَرَادَ شُكُوراً)) [الفرقان: 62].
والمسلم في عمره المحدود وأيامه القصيرة في الحياة قد عوضه الله - تعالى - بمواسم الخير، وأعطاه من شرف الزمان والمكان ما يستطيع به أن يعوض أي تقصير في حياته إذا وفق لاستغلالها والعمل فيها، ومن تلك المواسم: شهر
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
والمخاطبون بهذا القرآن من الرعيل الأول ومن تبعهم بإحسان يعلمون مقام
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
ولهذا الشهر الكريم من الخصائص التي ميزه الله بها دون غيره من الشهور ما يساعد على أن يكون فرصة لزيادة معدلات التغيير والتصحيح في حياة كل فرد، بل في حياة الأمة جمعاء، يقول الرسول: (إذا دخل
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
هذه الفرصة العظيمة سانحة في هذا الشهر المبارك حيث تصفو النفوس، وترق
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
وليعلم كل منا أنه يساهم بقسط وافر في تردي الحال وتأخر النصر إذا لم ينتهز فرصة
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
ما أحوجنا معشر المسلمين كافة إلى وقفة محاسبة، كل منا مع نفسه في هذه الأيام الفاضلة، نراجع أحوالنا لا سيما من أسرف وفرط في جنب الله ومن قصّر في حق أهله أو حق من ولاه الله رعايته، ومن زلت به القدم وفرط في حقوق إخوانه المسلمين فلم يسلموا من أذاه.
إنها فرصة لأن يتساءل فيها كل منا مع نفسه: حتى متى يبقى ضالاً عن صراط الله المستقيم، وهو يعلم أن الطريق الصحيح هو ما دعا إليه البشير النذير وأن خلافه ونقيضه هو الضلال المبين؟، لماذا أكون ((كَالَّتِي نَقَضَت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّةٍ, أَنكَاثاً)) [النحل: 92]؟!.
إن الاستمرار على الحق والعض عليه بالنواجذ، والعودة إلى رحاب الله، وترك ما ألفته
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
لكن لا بد من إرادة قوية واستشعار لواجب التغيير، وبخاصة إذا آمنا إيماناً جازماً أننا معرضون للخطر و
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن من ورائكم أياماً الصابر فيهن كالقابض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين، قالوا: يا رسول الله خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال خمسين منكم) [رواه أبو داود].
إننا معشر المسلمين حكاماً ومحكومين يجب أن نصطلح مع الله، وهذا الشهر الكريم فرصة وأي فرصة.
فمن الحاكمين بأمرهم اليوم من يحارب الله ورسوله جهاراً نهاراً، فأنّى له أن يوفق وأنّى له أن يمكّن، وأنّى له أن يختم له بخير، فإن كانوا مسلمين حقّاًº فليعلنوا حقيقة إسلامهم، وليحكِّموا شريعة الله، وليوطدوا العزم على السير بهدي الإسلام، وليغيروا وفق منهاجه، فليس الأمر مجرد دعوى.
الدعاوى إذا لم يقم علي ها دليل فأصحابها أدعياء
وهنا أيضاً دعوة لكل جماعة أو فئة تنتمي إلى الإسلام وتدعو إلى ذلك أن تحقق ولاءها لله (- تعالى -) وأن تجرد متابعتها للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فكم رأينا في الواقع من يزعمون أنهم من الداعين إلى الإسلام، بينما هم في
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
وقصارى ما عندهم: الكلام والخصام والحزبية المقيتة واللدد في الخصومة، فما أحوج المنتمين إلى سلك
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
فهل يكون هذا الشهر فرصة للعودة إلى الله وسلوك صراط الله المستقيم؟! عسى ولعل.
وأخيراً: ندعو كل مفكر وكاتب مسلم ممن اتخذ الكتابة مهنة ومصدر رزق ألا يزل به القلم ويتبنى الأطاريح المنحرفة والآراء الفجة فيما يزعمونه علاجاً للمشكلات، لأننا قَلّ أن نجد من هؤلاء الكتاب من يسلك السبيل السوي فيما يسود به الصفحاتº لكثرة ما يقولون بلا علم، ولجُل ما ينقدون بلا فهمº فضلاً عن هجومهم المتوالي على الدعاة والطعن في نواياهم واتهامهم بما هم منه براء.
فهؤلاء إن كانوا غير مسلمين فليس بعد الكفر ذنبº وإن كانوا مسلمين فعليهم أن يتوبوا إلى اللهº وأن يستشعروا الأمانة الملقاة على عواتقهمº وعليهم ألا يتسببوا في أذى إخوانهم والإساءة لهم والتحريض ضدهم بلا دليلº وعند الله تجتمع الخصوم.
فلعل في هذا الشهر المبارك ما يوضح الرؤية
![رمضان فرصة للتغيير](https://midad.com/assets/frontend/images/search_term.png)
ولعل في هذه الأيام الفاضلة ما يعين على تجاوز الأخطاء وتناسي الإحن، والعودة إلى الحق وعدم التمادي في الباطل، وماذا بعد الحق إلا الضلال؟.
والله أسأل أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.
وصلِّ اللهم وسلم على البشير النذير وعلى آله وصحبه وسلم..
________________
الهوامش:
* في ظلال القرآن، م1، ص 168، بتصرف.
![رمضان فرصة للتغيير](https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.net_22_17_07dc_c8fb62a1af464.gif)