“ عزيزتى : حينما اجلس لأكتب إليك فإنى اتخيل وجهك الملائكى الجميل مائلا أمامي وأتمثلك فى نفس
الأونة وأنت تعيشين بعيدا عنى, لولا هذا الورق الذى ابعث اليك فيه بمكنون قلبى لأصابنى مس من الجنون
فإن الساعة التى اجلس فيها لاكتب لك هى أسعد اوقات حياتى ... وصدقينى يا حبيبتى أن ساعة واحدة لا تكفينى
لأسطر لك على هذا الورق مكنون قلبى بل أن الدهر بإكمله لن يكفينى لأكتب لك.كل ما اطلبه من الله ان ينعم
على ببرهة اقضيها بجانبك ثم يإخذ من عمرى سنوات إذ ما هى قيمة الحياة بدونك يا اعز مخلوقة .
ان حياتى بدونك ليست بذى بال فانا اعيش فى هذه البلدة النائية روحا بلا جسد أذ تركتها بين يديك
فما تريدين من انسان يعيش بلا قلب . ان حياتى ليست إلا بقربك أنت وحدك انى أغبط هذه الرسالة
التى أخط عليها ما فى قلبى من حب وشوق بل أحسدها لانها ستحظى بلمسة يديك ونظرة من عينيك
أن الهواء الذى تستنشقيه اتمنى أن يسعدنى الحظ فاعود إلى استنشاقه منك ولو كان لهذا القلم قدرة
لملأت لك كتبا طويلة ولكنها لن تسع لتعبر عن صدق عاطفتى نحوك.وما أقسى ان يكون الإنسان
محروما من رؤية محبوبه العزيز ولكن ثقى يا حياتى انه مهما كان طول المسافة التى تفصلنا
عن بعض فأن قلبينا متحدين لن ينفصلا . اه يا حبيبتى لو كانت لى القدرة على وصف شوقى
لرؤياك ولكن أنى لى هذه المقدرة لتعبر عن قلبى الذى لم يتسع إلا لشخصك أنت وحدك.لا استطيع
ان اطيل عليك أكثر من هذا ولعلك فى غنى الكلام الكثير ولو انه هو السبيل الوحيد للترويح عن النفس
المفعمة بالحب والامل , ختاما يا حبيبتى لك منى ألف سلام. وسأحصى الأيام
بل الساعات والدقائق حتى يصيبنى منك خطاب يخفف عنى
الم الفراق. (محبك) ”